أكدت مصادر رسمية عراقية لشبكة CNN، أن الجيش التركي عاود قصف شمالي العراق، مستخدماً القذائف المدفعية، الأربعاء، بعد قرابة أسبوع على إنهائه توغله البري، الأكبر منذ الغزو الأمريكي للعراق في مارس/آذار عام 2003، لاجتثاث قواعد حزب العمال الكردستاني.
وقال جبار ياور المتحدث باسم القوات الأمنية لحكومة إقليم كردستان العراق، إن قرابة 16 قذيفة سقطت في منطقة غير مأهولة قرب محافظة إربيل شمالي العراق، إحدى ثلاث محافظات تشكل الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي.
وأضاف ياور أن مروحيات عسكرية تركية حلقت أيضاً في أجواء الإقليم خلال شن القذائف، إلا أنه أوضح أن تحليق المروحيات اقتصر على المراقبة ولم تشن أي ضربات جوية.
غير أن القيادة العسكرية التركية في أنقرة لم تعقب على هذا التقرير.
يُذكر أن الجيش التركي يقوم منذ أشهر بضربات جوية عبر الحدود في شمالي العراق ضد متمردي حزب العمال الكردستاني المعروف باسم PKK، الذين يقاتلون من أجل إقامة دولة للأكراد بجنوب تركيا.
يُشار إلى أن الجيش التركي كان قد شنّ عملية عسكرية برية واسعة في المنطقة في الواحد والعشرين من فبراير/شباط الماضي، استمرت ثمانية أيام لمنع ما وصفه "بتحوّل المنطقة واستخدامها كملاذٍ آمنٍ من قبل الإرهابيين، والمساهمة في إرساء السلم الداخلي والاستقرار في العراق على المدى البعيد."
وأدت هذه العمليات إلى مصرع 240 متمرداً كردياً و24 جندياً تركياً وفق إحصائية أصدرها الجيش التركي.
كما أن وزير الخارجية العراقية، هوشيار زيباري كان قد أعلن في التاسع والعشرين من فبراير/شباط المنصرم أن الجيش التركي
"انسحب تماماً" من شمالي العراق بعد أكثر من أسبوع على بدء عملياته العسكرية التي أدانتها بلاده في المنطقة.
كما لفت زيباري إلى دور أمريكي حاسم في قرار أنقرة، معتبراً أن واشنطن كانت "قلقه ومحرجة" من الوضع وأنها خشيت تصعيداً يقود إلى زعزعة استقرار المنطقة ككل.
من جهته، أكد الجيش التركي أنتهاء عملياته في العراق وعودة قواته إلى قواعدها، غير أنه رفض إشارات بغداد إلى ضغط واشنطن، مشدداً على أن قرار بدء العملية وإنهائها عائد إليه بالكامل وانه غير خاضع لأي ضغط "داخلي أو خارجي."