مدينة ضحكانيا
بقلم يوسف معاطي
في مدينة (ضحكانيا) العملة المتداولة بين الناس هي الضحك.
لا قيمة للفلوس.
الضحك هو الفلوس..
و النكد في ضحكانيا جريمة يعاقب عليها القانون..
و يساق المتهمون إلى المحكمة حيث القاضي بشوش الوجه.. وعضوي اليمين والشمال منفجران في ضحك متواصل أما المحامي فلا يستطيع ان يمسك نفسه
ولما اصر المتهمون على موقفهم وضربوا بوز في وجه القاضي حكم عليهم بأقصى العقوبة علقوا من اقدامهم في ساحة العدل وانهال عليهم عساكر ضحكانيا العسل ليس بالسياط وانما بالزغزغة ومن يضحك منهم يخرج في نصف المدة
واذا شاورت لتاكسي في شوارع ضحكانيا يجب ان تكون مبتسمًا لأن السائق سيقف فورًا و هو يضحك و يقول لك على فين يا قمر..و سترد عليه ضاحكًا اللى تشوفه و سينفجر السائق ضاحكًا..و يقول لك حلوة..اركب..وسيكسر العداد..وهنا ستبدأ أنت في دفع الاجرة..ليس نقودا و إنما نكات..اسمع دي..بيقولك مرة واحد..و السائق يضحك ويخبط على التابلوه..الله..قولها تاني..قولها تاني..و ربما قاطعك السائق وهو يدخل محطة البنزين قائلا: ثانية واحدةبس يخرب عقلك..(ضاحكا) ح نمون..سيقول له عامل البنزينة المبتهج..تاخد اد ايه يا اسطى..سيرد السائق:أنا معايا عشرين نكتة جداد.تسمع..يقول العامل..قول..ويبدأ السائق في القاء نكاته على عامل البنزينةوإذا لم يكن معه ما يكمل سيميل عليك و يقول لك..بقول ايه يا بيه
>..ألاقيش معاك نكتتين تلاتة فكة؟؟
و سيكون العريس اللقطة هو أخف العرسان دمًا..و هذا معناه في ضحكانيا إنه جاهز و مستقبله مضمون..أما العريس ثقيل الدم بعض الشيء فغالبًا ما يشار إليه على أنه لسة بيكون نفسه..
>و سيعترف الأب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة..لابنه الوحيد أنه ترك له ثروة طائلة من مسرحيات مولييرو برناردشو..و ترك في شكمجية تحت السرير شرائط لا حصر لها من مسرحيات مدرسة المشاغبين و شاهدماشافش حاجةو العيال كبرت وريا و سكينة..و اكثر من مائة ألف نكتة في شتى الموضوعات..ليبدأ حياته بهذه الثروة..و قبل ان يسلم الروح سيصر الاب ان يقول (الافيه) الاخير في حياته..يابني أنا مابقاش أبوك..أنا أمك وينفجران في الضحك..و ستدخل النساء و لن تفقع بالصوات و إنما بالزغاريدفقد مات الرجل على فراشه وهو يضحك وقف قلبه من شدة الضحك أحلى موتة
و المكتئبون في ضحكانيا ليسوا متهمين و إنما مرضى..يعالجون على نفقة الدولة..يذهب اليهم متخصصون في الاضحاك ليتابعوا الحالة..و يكتب الطبيب في الروشتة..مسرحية لعادل امام..وفيلم لإسماعيل ياسين وإذا كان طفلا يكتب له توم وجيري ثلاث مرات بعد الاكل أما الميئوس من حالتهم فيتم نفيهم الى (نكدانيا) و الاغاني في ضحكانيا ستكون كلها فرفشة و بهججة..طالماأن النشيد القومي هو اضحك كركر اوعى تفكر..و اغاني فراق الحبيبة ستغني ما معناه ربنا يوفقها كانت دمها خفيف برضه .
أما النساء في ضحكانيا فربنا يوعدك و يكون من حظك و من نصيبك متعة..
يأتي الزوج في الثالثة عصرا من عمله ليس مكشرًا ولا شايل طاجن سته..مبسوط و مروق..يعني هو كان بيعمل إيه في الشغل؟! كان بيهزر..تستقبله الزوجة بابتسامة ساحرةو هي تضع يدها على قلبهافهو قد أتى لها بنكات من الشغل و هي ستحكي له عن مفارقات العيال..و تصبح مسخرة
و أطفال ضحكانيا ..اطفال مثاليون..لا تسمع لهم زنة أو علة من اللي تعرفوها..حاجة تانية خالص..أذكياء..لماحون..و أشقياء أيضًا..مثل الولد يتاع فيلم(وحدي في المنزل)
و قد حدث أن ذهب عريس لقطة ليخطب واحدة في ضحكانياو أحضر معه شهاداته التي تثبت انه سجل ارقاما قياسية في اضحاك الناس و رسم البسمة على الشفاه.. وبمجرد ان دخل..وقابل الاب..امطره بسيل من النكات عن الابوة..والاب بأه.. جيبه من الارض من الضحك
و يقول الاب ماشاء الله..ربنا يزيدك يابني..
ودخلت ام العروسة مبتهجة..و قالت له مساء الضحك يابني
ربنا يزيدك يابني.
قال لها مساء الكوميديا يا نينا..
قالت له تشرب ايه يا حبيبي..
قال العريس اللقطة..بمناسبة الشرب بأه..بيقولك مرة واحد..وحكى نكتة عن الشرب..
والأم بأه..جيبها من تحت الكرسي
و تقول:والله يابني ماله لازمة التعب ده..
لا شك أن الزيجة ستتم فأين يجدون مثل هذا العريس المسخرة..
(و مسخرة كلمة ليست عيبًا في ضحكانيا)
ودخلت العروس و لكن ما ان تكلمت..و إذا بسماجة و غتاتة ليس لها مثيل..و بدأ العريس اللقطة يتوتر و لسان عقله يقول:آه هتبدأ الخنقة..و لما لم يجد مفرا قام في أدب و قال للام..انا اسف جدًا..بنتك تقيلة يا هانم